بيئات وتوزيع الطحالب:
فى الغالب تعيش الطحالب وتنتشر فى جميع الأماكن والبيئات (Habitats) التى تصلح لأى صورة من صور الحياة خاصةً البيئات المائية كالمياه العذبة وشبه الملحية والملحية وشديدة الملوحة حيث تعتبر الرطوبة أو المحتوى المائى من أهم العوامل البيئية اللازمة لمعيشة وانتشار وتكاثر الطحالب وتمكنها من إكمال دورة حياتها. ويمكن للبعض منها العيش فى مختلف أنواع التربة (البيئة الأرضية) خاصة المبللة وأحياناً الجافة والقاحلة والصخور. والقليل جداً منها قادر على الحياة فى بعض البيئات الخاصة أو الغير عادية كالهواء الرطب أو المشبع ببخار الماء (البيئة الهوائية) أو الثلوج (البيئات الثلجية المتجمدة) حيث درجات الحرارة المنخفضة جداً والعكس أيضاً حيث يمكن لبعض الطحالب التكيف مع البيئات شديدة الحرارة (Thermophylic) كالفوارات أو العيون المائية الساخنة. ويمكن تقسيم تلك البيئات كالتالى:
أولا : البيئات الأرضية Terrestrial Habitats أو طحالب التربة Soil Algae :
وهى الطحالب التى تعيش أو تتواجد على أو تحت الطبقة السطحية للتربة ويجب توافر قدر معين من الماء أو الرطوبة بين حبيبات التربة ولو على فترات إضافة لتواجد بعض العناصر والأملاح اللازمة لمعيشتها. وتنقسم طحالب التربة طبقاً للعمق إلى نوعين رئيسين هما الطحالب السطحية (Sapophytes or Epiterranean) والطحالب شبه السطحية (:(Cryptophytes or Subterranean
1- الطحالب السطحية (Sapophytes or Epiterranean): والتى تتعرض فيها الطحالب مباشرة للضوء والهواء والغازات أو للغلاف الجوى. ومن أهم الطحالب والمجموعات الطحلبية التى تم تسجيلها فى التربة السطحية من الطحالب الخضراء المزرقة (Cyanophyta) Gloeocapsa Anabaena, Nostoc, Oscillatoria, Lyngbia, Scytonema & Calothrix, وكذلك من الطحالب الخضراء (Chlorophyta) Cosmarium, Closterium & Ulothrix ومن الطحالب الخضراء المصفرة مثل Vaucheria إضافة لبعض الطحالب العصوية الذهبية "Diatoms" ومن أشهرها Navicula & Nitzschia. ومن الطحالب السطحية الخاصة (Subaerial) تلك التى تعيش على أسطح قلف الاشجار الرطب (corticolous).
خلايا معظم طحالب التربة تمتلك تركيب خاص لحمايتها ويساعدها على مقاومة الأحوال أو الظروف البيئية المختلفة مثل جدار خلية خاص و/ أو غمد مخاطى (غلاف هلامى) سميك وملون وبروتوبلازم لزج لمقاومة درجات الحرارة العالية وتفاوتها وتحمل الجفاف والملوحة العالية والظروف الأخرى الغير مناسبة. تنمو هذه الطحالب فى أماكن ضعيفة الإضاءة نوعاً أو الظليلة Aphotic zone. وتتم دورة حياتها وتكاثرها عندما تتوفر لها المياه أو الرطوبة بصورة متاحة وكافية للقيام بالعمليات الحيوية. أما فى غياب المياه فتعتمد هذه الطحالب على التكاثر اللاجنسى بتكوين الأبواغ (Spores) المختلفة ومنها الأبواغ الساكنة ((Resting spores أو التكاثر الخضرى بالتجزؤ أو التفتت (Fragmentation). وقد تبقى الأبواغ ساكنة فى التربة لمدة طويلة مثل جراثيم طحلب Nostoc التى تستطيع فى بعض الأحيان البقاء كامنة ومحتفظة بحيويتها حتى بعد مرور 70 عاما لقدرتها الكبيرة على تحمل الجفاف.
التربة المنزرعة تكون مناسبة أكثر لنمو الطحالب الأرضية عن الأراضى غير المنزرعة نظراً لتوفر مياه الرى على فترات متعاقبة إضافة إلى وجود السماد العضوى والمخصبات الزراعية المحتوية على العديد من العناصر الغذائية "مثل النيتروجين, الفوسفور, البوتاسيوم والسيليكون" اللازمة لنمو الطحالب عامةً والدياتومات خاصةً.
تتأثر طحالب التربة السطحية بمستوى الأس الأهيدروجينى pH وعموماً الطحالب الخضراء تفضل التربة الحمضية ((Acidic soil أو التى يتراوح الأس الهيدروجينى ((pH ما بين 3.7 و5 بينما تفضل الطحالب الخضراء المزرقة والدياتومات التربة القاعدية ((Basic soil ذات الأس الهيدروجينى الأعلى من 7 (pH <7).
2- Cryptophytes (الطحالب شبه السطحية Subterranean ): والتى توجد فيها الطحالب تحت طبقة سطحية رقيقة من التربة (endedaphic) لا يصلها ضوء كافى قد تصل فى بعض الأحيان إلى متران على أقصى تقدير لذا تبقى الطحالب غالباً فى حالة سكون. وقد تعيش بالطبقة العميقة من التربة أو بين طبقة الصخور السفلية (hypolithic) أو تشققاتها (chasmolithic) وقد تخترق الصخور وتعيش بداخلها (endolithic).
ويعتمد وجود الطحالب فى الجزء السفلى من المنطقة تحت السطحية على عدة عوامل منها:
- الزراعة: حيث تتوفر المياه, المخصبات, الأسمدة الكيميائية والمبيدات الفطرية والبكتيرية.
- صرف المياه: حيث إمكانية وصول الرطوبة للأعماق من عدمه مع صرف الزائد منها منعاً للتعفن.
- وجود حيوانات الرعى: كمصدر للسماد العضوى (السباخ البلدى) الملئ بالعناصر الأساسية الكبرى والصغرى التى تزيد من خصوبة التربة.
- حيوية الطحالب: أو قدرتها على البقاء حية (محتفظة بحيويتها) لمدة طويلة.
- حركتها: حيث قدرتها على الحركة وانتقالها خلال هذه الطبقات تساعدها على الانتشار.
- مسامية وتهوية التربة: تفيد فى التهوية وتبادل الغازات ودخول أشعة الضوء.
- تركيب هواء التربة: من غازات مثل الأكسجين وثانى أكسيد الكربون والأمونيا ومركبت النترات إضافة لبعض المواد أو الغازات السامة المرتبطة برداءة التهوية بالتربة.
- عوامل بيئية وبيولوجية: من حرارة ورطوبة وحموضة وقلوية وغيرها إلى تواجد كائنات دقيقة أو غيرها من النباتات أو الحيوانات وتأثيرها المتباين على الطحالب.
العوامل المؤثرة على الطحالب الأرضية عامةً وتـنوعها فى البيئة:
* نسبة الرطوبة (توفر المياه) Moisture: وهى من أهم العوامل المؤثرة فى إمكانية تكملة الطحالب لدورة حياتها نظراً لأهمية الماء للكائن الحى بصفة عامة والطحالب بصفة خاصة حيث يدخل فى تركيب الخلايا, جدار الخلية, المادة الحية بالسيتوبلازم وجميع العمليات الحيوية داخل الخلايا وتحدد أحياناً نوعية وكفاءة طريقة التكاثر. ويختلف تركيب وأشكال الطحالب المتواجدة بالتربة الرطبة عن تلك المتواجدة بالهواء الرطب (Moisted air) حيث تجانس وإنتظام توزيع بخار الماء الجوى. الرطوبة النسبية (Relative humidity) أو نسبة الماء (Water percentage) الموجود فى البيئة هى العامل المهم والمؤثر على الطحالب ويعتمد عليها فى تعريف البيئة ووصفها بالرطبة أو الجافة وليس الرطوبة المطلقة (Absolute humidity) التى تُعبر عن وزن الماء الذى يحتويه المتر المكعب وذلك لوجود ما يُعرف بالماء المتحد (Combined water) بالتربة ولا يمكن لحبيباتها الإستغناء عنه فيعتبر فى هذه الحالة ماء غير مُتاح (Unavalable water) لايستفيد منه الطحالب أو النباتات. كما أن لحركة جزيئات الماء بين حبيبات التربة صعوداً أو هبوطاً (بالخاصية الشعرية أو الجاذبية الأرضية) أو جانبياً تأثيراً على نسبة الرطوبة بالتربة.
* درجة الحرارة المناسبة Temperature: تعتبر الحرارة من أهم العوامل التى تؤثر على سرعة نمو الطحالب التى تختلف من ناحية تحملها وتفضيلها لدرجات حرارة بعينها إلى مدى واسع جداً فلكل نوعية طحالب أو مجموعة طحلبية المدى الحرارى (Thermal Range) الخاص بها وهو المدى الذى يقع بين أقل درجة حرارة ممكنة (Minimum temperature) وأقصى درجة حرارة (Maximum temperature) يتحملها. كما أن لبعض الطحالب مدى واسع (wide range) من الحرارة التى يمكن أن تتحملها. كثير من الطحالب الخضراء المزرقة مثلاً يمكنها تحمل درجات الحرارة العالية التى قد تصل إلى ما بين 90:60°م لذا فهى تعيش فى البيئات المدارية والفوارات وتسمى حينئذٍ محبة للحرارة (Thermophylic) بينما تفضل الدياموتات درجات الحرارة المنخفضة (أقل من 15°م) لذا تنتشر بكثرة فى فصل الشتاء والمناطق الباردة وتسمى غير محبة للحرارة (Psychrophilic). والنوع الثالث وهو المحب لدرجات الحرارة المتوسطة (Mesophylic) التى تتراوح بين 20 و50°م وغالباً ما تكون درجة الحرارة المثلى (Optimum temperature) أقل من 40°م. وللبعض منها القدرة على تحمل التغير أو التقلب (Fluctuation) المفاجئ والكبير فى درجات الحرارة سواءً اليومى أو الموسمى مثل طحلب Anabaena. ويستخدم مصطلح درجة الحرارة المميتة (Lethal temperature) للدرجة التى لا يقوى الطحلب على تحملها وتتسسب فى موته أما إذا ما كانت قبلها بقليل وتسببت فى ضعفه وقلة نشاطاته الحيوية فتعرف بتحت المميتة (Sublethal temperature).
* الضوء: معظم الطحالب تفضل الإضاءة الواضحة النقية حيث أنها ذاتية التغذية (Autotrophic) لاحتوائها على الكلوروفيل a والبلاستيدات التى يتأثر عددها وموقعها وإنتاجها بالضوء إضافة لتأثيره على تكوين الهرمونات والمواد الكربوهيدراتية إلا أن معظم مراحل نموها يتم فى أثناء الإضاءة الأقل شدة نسبياً وكذلك بعض أطوار التكاثر. ولبعض الطحالب متطلبات خاصة من الإضاءة كماً ونوعاً من جهة المدة المثلى إما تعاقب إضاءة وإظلام (Day and Night) أو إضاءة مستمرة 24 ساعة (Continuous illumination) أو إظلام شبه تام (Darkness). ويمكن تصنيف الطاقة الضوئية لثلاثة مستويات هى: (1) القريبة من الأشعة الفوق بنفسيجية (near Ultraviolet) بطول موجى يتراوح بين 290 و380nm, (2) الضوء المرئى (Visible light) بطول موجى يتراوح بين 380 و670nm و(3) الأشعة فوق الحمراء (Infrared) بطول موجى يتراوح بين 670 و900nm. ويتم التمثيل الضوئى (Photosynthesis) بمعظم الطحالب عند الطول الموجى ما بين 300 و700nm.
* درجة الحموضة والقلوية (الأس الهيدروجينى pH): من أهم العوامل أيضاً لنمو الطحالب ولبعضها مدى واسع من الأس الهيدروجينى ((pH مثل الطحالب الخضراء المزرقة التى تفضل البيئات القلوية والمتعادلة. يؤثر الأس الهيدروجينى على درجة ذوبانية بعض العناصر وبالتالى إمكانية إمتصاص الطحالب لها والإستفادة منها
* تركيب التربة الكيميائى Chemical composition: حيث يتأثر تواجد وانتشار طحالب التربة كثيراً بالتركيب الكيميائى لمحلول التربة (Soil solution) لما يحتويه من العناصر والأملاح والغازات ونسبة المادة العضوية (Organic matter) اللازمة لتغذيتها كماً ونوعاً بناءً على تلبية البيئة لمتطلبات الطحلب وكفايته من تلك المكونات الأساسية اللازمة لنموه وتكاثره والتى قد تصل لأكثر من 15 عنصرأ. وجود المادة الدبالية (Humus) أيضاً يُحسن خواص التربة ويزيد من خصوبتها إضافةً لزيادة السعة المائية للتربة نظراً لطبيعته الغروية.
* الملوحة Salinity: بعض الطحالب يفضل بيئات أو تربة المياه العذبة حيث لا يزيد تركيز الأملاح بها عن 1‰ (1جرام/لتر) فى حين يفضل البعض الآخر البيئات الملحية حيث تركيز الأملاح المثلى فى حدود 37:35‰ أو البيئات شبه الملحية (أقل من 10‰ أملاح) والقليل جداً منها يستطيع التأقلم مع أىٍ منهم خاصة فى مناطق الرذاذ البحرية التى يكون رذاذ مياه البحر مُحملة بالأملاح. كما توجد بيئات شديدة الملوحة (أكثر من 50‰) ولها الفلورا الطحلبية الخاصة بها. وعامةً تلعب ظاهرة الأسموزية (Osmosis) دوراً هاماً فى قدرة الطحلب على تحمل مدى واسع من الملوحة أو التواجد فى بيئة بعينها تبعاً لقدرته على التكيف معها ورفع أو خفض ضغطها الأوسموزى لدرجة معينة.
فى الغالب تعيش الطحالب وتنتشر فى جميع الأماكن والبيئات (Habitats) التى تصلح لأى صورة من صور الحياة خاصةً البيئات المائية كالمياه العذبة وشبه الملحية والملحية وشديدة الملوحة حيث تعتبر الرطوبة أو المحتوى المائى من أهم العوامل البيئية اللازمة لمعيشة وانتشار وتكاثر الطحالب وتمكنها من إكمال دورة حياتها. ويمكن للبعض منها العيش فى مختلف أنواع التربة (البيئة الأرضية) خاصة المبللة وأحياناً الجافة والقاحلة والصخور. والقليل جداً منها قادر على الحياة فى بعض البيئات الخاصة أو الغير عادية كالهواء الرطب أو المشبع ببخار الماء (البيئة الهوائية) أو الثلوج (البيئات الثلجية المتجمدة) حيث درجات الحرارة المنخفضة جداً والعكس أيضاً حيث يمكن لبعض الطحالب التكيف مع البيئات شديدة الحرارة (Thermophylic) كالفوارات أو العيون المائية الساخنة. ويمكن تقسيم تلك البيئات كالتالى:
أولا : البيئات الأرضية Terrestrial Habitats أو طحالب التربة Soil Algae :
وهى الطحالب التى تعيش أو تتواجد على أو تحت الطبقة السطحية للتربة ويجب توافر قدر معين من الماء أو الرطوبة بين حبيبات التربة ولو على فترات إضافة لتواجد بعض العناصر والأملاح اللازمة لمعيشتها. وتنقسم طحالب التربة طبقاً للعمق إلى نوعين رئيسين هما الطحالب السطحية (Sapophytes or Epiterranean) والطحالب شبه السطحية (:(Cryptophytes or Subterranean
1- الطحالب السطحية (Sapophytes or Epiterranean): والتى تتعرض فيها الطحالب مباشرة للضوء والهواء والغازات أو للغلاف الجوى. ومن أهم الطحالب والمجموعات الطحلبية التى تم تسجيلها فى التربة السطحية من الطحالب الخضراء المزرقة (Cyanophyta) Gloeocapsa Anabaena, Nostoc, Oscillatoria, Lyngbia, Scytonema & Calothrix, وكذلك من الطحالب الخضراء (Chlorophyta) Cosmarium, Closterium & Ulothrix ومن الطحالب الخضراء المصفرة مثل Vaucheria إضافة لبعض الطحالب العصوية الذهبية "Diatoms" ومن أشهرها Navicula & Nitzschia. ومن الطحالب السطحية الخاصة (Subaerial) تلك التى تعيش على أسطح قلف الاشجار الرطب (corticolous).
خلايا معظم طحالب التربة تمتلك تركيب خاص لحمايتها ويساعدها على مقاومة الأحوال أو الظروف البيئية المختلفة مثل جدار خلية خاص و/ أو غمد مخاطى (غلاف هلامى) سميك وملون وبروتوبلازم لزج لمقاومة درجات الحرارة العالية وتفاوتها وتحمل الجفاف والملوحة العالية والظروف الأخرى الغير مناسبة. تنمو هذه الطحالب فى أماكن ضعيفة الإضاءة نوعاً أو الظليلة Aphotic zone. وتتم دورة حياتها وتكاثرها عندما تتوفر لها المياه أو الرطوبة بصورة متاحة وكافية للقيام بالعمليات الحيوية. أما فى غياب المياه فتعتمد هذه الطحالب على التكاثر اللاجنسى بتكوين الأبواغ (Spores) المختلفة ومنها الأبواغ الساكنة ((Resting spores أو التكاثر الخضرى بالتجزؤ أو التفتت (Fragmentation). وقد تبقى الأبواغ ساكنة فى التربة لمدة طويلة مثل جراثيم طحلب Nostoc التى تستطيع فى بعض الأحيان البقاء كامنة ومحتفظة بحيويتها حتى بعد مرور 70 عاما لقدرتها الكبيرة على تحمل الجفاف.
التربة المنزرعة تكون مناسبة أكثر لنمو الطحالب الأرضية عن الأراضى غير المنزرعة نظراً لتوفر مياه الرى على فترات متعاقبة إضافة إلى وجود السماد العضوى والمخصبات الزراعية المحتوية على العديد من العناصر الغذائية "مثل النيتروجين, الفوسفور, البوتاسيوم والسيليكون" اللازمة لنمو الطحالب عامةً والدياتومات خاصةً.
تتأثر طحالب التربة السطحية بمستوى الأس الأهيدروجينى pH وعموماً الطحالب الخضراء تفضل التربة الحمضية ((Acidic soil أو التى يتراوح الأس الهيدروجينى ((pH ما بين 3.7 و5 بينما تفضل الطحالب الخضراء المزرقة والدياتومات التربة القاعدية ((Basic soil ذات الأس الهيدروجينى الأعلى من 7 (pH <7).
2- Cryptophytes (الطحالب شبه السطحية Subterranean ): والتى توجد فيها الطحالب تحت طبقة سطحية رقيقة من التربة (endedaphic) لا يصلها ضوء كافى قد تصل فى بعض الأحيان إلى متران على أقصى تقدير لذا تبقى الطحالب غالباً فى حالة سكون. وقد تعيش بالطبقة العميقة من التربة أو بين طبقة الصخور السفلية (hypolithic) أو تشققاتها (chasmolithic) وقد تخترق الصخور وتعيش بداخلها (endolithic).
ويعتمد وجود الطحالب فى الجزء السفلى من المنطقة تحت السطحية على عدة عوامل منها:
- الزراعة: حيث تتوفر المياه, المخصبات, الأسمدة الكيميائية والمبيدات الفطرية والبكتيرية.
- صرف المياه: حيث إمكانية وصول الرطوبة للأعماق من عدمه مع صرف الزائد منها منعاً للتعفن.
- وجود حيوانات الرعى: كمصدر للسماد العضوى (السباخ البلدى) الملئ بالعناصر الأساسية الكبرى والصغرى التى تزيد من خصوبة التربة.
- حيوية الطحالب: أو قدرتها على البقاء حية (محتفظة بحيويتها) لمدة طويلة.
- حركتها: حيث قدرتها على الحركة وانتقالها خلال هذه الطبقات تساعدها على الانتشار.
- مسامية وتهوية التربة: تفيد فى التهوية وتبادل الغازات ودخول أشعة الضوء.
- تركيب هواء التربة: من غازات مثل الأكسجين وثانى أكسيد الكربون والأمونيا ومركبت النترات إضافة لبعض المواد أو الغازات السامة المرتبطة برداءة التهوية بالتربة.
- عوامل بيئية وبيولوجية: من حرارة ورطوبة وحموضة وقلوية وغيرها إلى تواجد كائنات دقيقة أو غيرها من النباتات أو الحيوانات وتأثيرها المتباين على الطحالب.
العوامل المؤثرة على الطحالب الأرضية عامةً وتـنوعها فى البيئة:
* نسبة الرطوبة (توفر المياه) Moisture: وهى من أهم العوامل المؤثرة فى إمكانية تكملة الطحالب لدورة حياتها نظراً لأهمية الماء للكائن الحى بصفة عامة والطحالب بصفة خاصة حيث يدخل فى تركيب الخلايا, جدار الخلية, المادة الحية بالسيتوبلازم وجميع العمليات الحيوية داخل الخلايا وتحدد أحياناً نوعية وكفاءة طريقة التكاثر. ويختلف تركيب وأشكال الطحالب المتواجدة بالتربة الرطبة عن تلك المتواجدة بالهواء الرطب (Moisted air) حيث تجانس وإنتظام توزيع بخار الماء الجوى. الرطوبة النسبية (Relative humidity) أو نسبة الماء (Water percentage) الموجود فى البيئة هى العامل المهم والمؤثر على الطحالب ويعتمد عليها فى تعريف البيئة ووصفها بالرطبة أو الجافة وليس الرطوبة المطلقة (Absolute humidity) التى تُعبر عن وزن الماء الذى يحتويه المتر المكعب وذلك لوجود ما يُعرف بالماء المتحد (Combined water) بالتربة ولا يمكن لحبيباتها الإستغناء عنه فيعتبر فى هذه الحالة ماء غير مُتاح (Unavalable water) لايستفيد منه الطحالب أو النباتات. كما أن لحركة جزيئات الماء بين حبيبات التربة صعوداً أو هبوطاً (بالخاصية الشعرية أو الجاذبية الأرضية) أو جانبياً تأثيراً على نسبة الرطوبة بالتربة.
* درجة الحرارة المناسبة Temperature: تعتبر الحرارة من أهم العوامل التى تؤثر على سرعة نمو الطحالب التى تختلف من ناحية تحملها وتفضيلها لدرجات حرارة بعينها إلى مدى واسع جداً فلكل نوعية طحالب أو مجموعة طحلبية المدى الحرارى (Thermal Range) الخاص بها وهو المدى الذى يقع بين أقل درجة حرارة ممكنة (Minimum temperature) وأقصى درجة حرارة (Maximum temperature) يتحملها. كما أن لبعض الطحالب مدى واسع (wide range) من الحرارة التى يمكن أن تتحملها. كثير من الطحالب الخضراء المزرقة مثلاً يمكنها تحمل درجات الحرارة العالية التى قد تصل إلى ما بين 90:60°م لذا فهى تعيش فى البيئات المدارية والفوارات وتسمى حينئذٍ محبة للحرارة (Thermophylic) بينما تفضل الدياموتات درجات الحرارة المنخفضة (أقل من 15°م) لذا تنتشر بكثرة فى فصل الشتاء والمناطق الباردة وتسمى غير محبة للحرارة (Psychrophilic). والنوع الثالث وهو المحب لدرجات الحرارة المتوسطة (Mesophylic) التى تتراوح بين 20 و50°م وغالباً ما تكون درجة الحرارة المثلى (Optimum temperature) أقل من 40°م. وللبعض منها القدرة على تحمل التغير أو التقلب (Fluctuation) المفاجئ والكبير فى درجات الحرارة سواءً اليومى أو الموسمى مثل طحلب Anabaena. ويستخدم مصطلح درجة الحرارة المميتة (Lethal temperature) للدرجة التى لا يقوى الطحلب على تحملها وتتسسب فى موته أما إذا ما كانت قبلها بقليل وتسببت فى ضعفه وقلة نشاطاته الحيوية فتعرف بتحت المميتة (Sublethal temperature).
* الضوء: معظم الطحالب تفضل الإضاءة الواضحة النقية حيث أنها ذاتية التغذية (Autotrophic) لاحتوائها على الكلوروفيل a والبلاستيدات التى يتأثر عددها وموقعها وإنتاجها بالضوء إضافة لتأثيره على تكوين الهرمونات والمواد الكربوهيدراتية إلا أن معظم مراحل نموها يتم فى أثناء الإضاءة الأقل شدة نسبياً وكذلك بعض أطوار التكاثر. ولبعض الطحالب متطلبات خاصة من الإضاءة كماً ونوعاً من جهة المدة المثلى إما تعاقب إضاءة وإظلام (Day and Night) أو إضاءة مستمرة 24 ساعة (Continuous illumination) أو إظلام شبه تام (Darkness). ويمكن تصنيف الطاقة الضوئية لثلاثة مستويات هى: (1) القريبة من الأشعة الفوق بنفسيجية (near Ultraviolet) بطول موجى يتراوح بين 290 و380nm, (2) الضوء المرئى (Visible light) بطول موجى يتراوح بين 380 و670nm و(3) الأشعة فوق الحمراء (Infrared) بطول موجى يتراوح بين 670 و900nm. ويتم التمثيل الضوئى (Photosynthesis) بمعظم الطحالب عند الطول الموجى ما بين 300 و700nm.
* درجة الحموضة والقلوية (الأس الهيدروجينى pH): من أهم العوامل أيضاً لنمو الطحالب ولبعضها مدى واسع من الأس الهيدروجينى ((pH مثل الطحالب الخضراء المزرقة التى تفضل البيئات القلوية والمتعادلة. يؤثر الأس الهيدروجينى على درجة ذوبانية بعض العناصر وبالتالى إمكانية إمتصاص الطحالب لها والإستفادة منها
* تركيب التربة الكيميائى Chemical composition: حيث يتأثر تواجد وانتشار طحالب التربة كثيراً بالتركيب الكيميائى لمحلول التربة (Soil solution) لما يحتويه من العناصر والأملاح والغازات ونسبة المادة العضوية (Organic matter) اللازمة لتغذيتها كماً ونوعاً بناءً على تلبية البيئة لمتطلبات الطحلب وكفايته من تلك المكونات الأساسية اللازمة لنموه وتكاثره والتى قد تصل لأكثر من 15 عنصرأ. وجود المادة الدبالية (Humus) أيضاً يُحسن خواص التربة ويزيد من خصوبتها إضافةً لزيادة السعة المائية للتربة نظراً لطبيعته الغروية.
* الملوحة Salinity: بعض الطحالب يفضل بيئات أو تربة المياه العذبة حيث لا يزيد تركيز الأملاح بها عن 1‰ (1جرام/لتر) فى حين يفضل البعض الآخر البيئات الملحية حيث تركيز الأملاح المثلى فى حدود 37:35‰ أو البيئات شبه الملحية (أقل من 10‰ أملاح) والقليل جداً منها يستطيع التأقلم مع أىٍ منهم خاصة فى مناطق الرذاذ البحرية التى يكون رذاذ مياه البحر مُحملة بالأملاح. كما توجد بيئات شديدة الملوحة (أكثر من 50‰) ولها الفلورا الطحلبية الخاصة بها. وعامةً تلعب ظاهرة الأسموزية (Osmosis) دوراً هاماً فى قدرة الطحلب على تحمل مدى واسع من الملوحة أو التواجد فى بيئة بعينها تبعاً لقدرته على التكيف معها ورفع أو خفض ضغطها الأوسموزى لدرجة معينة.